رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن مشروع القرار الأخير الذي قدمته واشنطن إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بقطاع غزة، يمثل تحولاً طفيفاً في الموقف الأمريكي.

 

وبحسب صحيفة الغارديان، تهدف هذه الخطوة إلى تسريع المفاوضات بشأن الرهائن في قطر، حيث من المتوقع أن يجتمع كبار مسؤولي وكالة المخابرات المركزية، مؤكدة أن هذا القرار أيضًا يعد بمثابة محاولة من جانب إدارة بايدن لاستعادة المصداقية الدولية، وإصلاح العلاقات مع الحلفاء بعد استخدام حق النقض في قرار سابق للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

وأشارت الصحيفة أنه في البداية، أكدت الولايات المتحدة على أهمية صفقة الرهائن قبل وقف إطلاق النار، ولكن بعد مرور شهر، ومع عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات ومواجهة غزة لمجاعة تلوح في الأفق، يبدو الموقف الأمريكي قد أصبح متساهلاً على نحو متزايد.

 

ويشدد مشروع القرار الجديد على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنه يحتفظ ببعض الغموض فيما يتعلق بالارتباط بصفقة الرهائن.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذا النهج يهدف إلى مواصلة الضغط على كل من حماس وإسرائيل للاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار، مع معالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة.

 

ودعا المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومديرة المساعدات سامانثا باور، إلى وقف إطلاق النار، لكن الرئيس بايدن أعطى الأولوية لصفقة الرهائن، محذرًا من التداعيات السياسية المحتملة، ولا سيما من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القادم أمام الكونغرس الأمريكي، والذي يذكرنا بظهوره عام 2015، قد يؤدي إلى زيادة تعقيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وربما تصوير بايدن على أنه يدعم الإرهاب إذا دفع من أجل وقف إطلاق النار.

 

وختمت الغارديان بالقول، إنه وعلى الرغم من الدعم الشعبي الأمريكي المستمر لإسرائيل، فإن المخاوف الإنسانية المتزايدة في غزة قد تغير الرأي العام؛ ما يضغط على بايدن لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً لمنع تفاقم الأزمة.