نيويورك تايمز: خطط أمريكا لعزل روسيا فشلت بعد عامين من الحرب

نيويورك تايمز: خطط أمريكا لعزل روسيا فشلت بعد عامين من الحرب

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه مع دخول الصراع في أوكرانيا عامه الثالث، أصبحت فاعلية الجهود الرامية إلى عزل روسيا موضع شك.

 

وأوضحت أنه رغم إدانة إدارة بايدن والحلفاء الأوروبيين الذين وصفوا الرئيس فلاديمير بوتين بأنه طاغية ومجرم حرب، كانت ردود الفعل العالمية متباينة، فقد عززت دول بارزة، مثل الصين والهند والبرازيل، مكانة روسيا الاقتصادية.



وقالت الصحيفة إن الرد الأولي على الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 شمل حملة دبلوماسية من قبل إدارة بايدن، إلى جانب الجهود المبذولة لتسليح القوات الأوكرانية وفرض عقوبات اقتصادية، مبينةً أن الهدف كان عزل روسيا اقتصاديًا وسياسيًا، وحث الشركات والدول على قطع العلاقات مع موسكو، إلا أنه وبعد مرور عامين، لا يزال بوتين بعيدًا عن الشخصية المنعزلة التي تصورها القادة الغربيون.



وأكدت الصحيفة في تقريرها أن المرونة الاقتصادية التي تتمتع بها روسيا، والتي تغذيها احتياطياتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي، سمحت لها بالتغلب على المعارضة الغربية، لافتة إلى أنه رغم الإدانات التي وجهتها الهيئات الدولية والسمعة المتضررة في أوروبا، فقد وجدت روسيا شركاء اقتصاديين جددا في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية.

 

وتذكر أن الصين والهند والبرازيل زادت مشترياتها من النفط الروسي بشكل ملحوظ، مستفيدة من الأسعار المخفضة التي كان يتمتع بها المشترون الأوروبيون في السابق.



وأضافت "نيويورك تايمز" أن النفوذ الدبلوماسي الروسي توسع أيضا، فقد عمل بوتين على تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين والهند والبرازيل، فضلاً عن شق طريقه إلى أفريقيا، مشيرة إلى أن تورط جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية في أفريقيا، لا سيما بعد وفاة يفغيني بريغوجين، يشير إلى الوجود المتنامي لموسكو في المنطقة.

 


ورغم تأكيدات الزعماء الغربيين بشأن عزلة روسيا، يرى الخبراء أن هذه الرواية تفشل في الاعتراف بنفوذ روسيا الدائم، وإحجام العديد من الدول عن الانحياز إلى أي طرف في صراعات القوى العظمى. وهم يعتقدون أن الزعماء الغربيين لم يكونوا فعالين في وجه التهديد المستمر الذي تفرضه طموحات روسيا الرجعية.

 

وبحسب الصحيفة، يجسد موقف البرازيل هذه المعضلة، إذ يمد الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا يد الترحيب لبوتين، رغم عضوية البرازيل في المحكمة الجنائية الدولية، موضحة أن موقف لولا المحايد ودعواته لإجراء محادثات سلام أثار انتقادات من أوكرانيا والولايات المتحدة، ما سلط الضوء على تعقيدات موازنة العلاقات الدبلوماسية.

 

وفي المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، واجهت القرارات التي تدين تصرفات روسيا مقاومة من الدول غير الراغبة في التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة أو روسيا.



إن الجهود التي تبذلها موسكو للتخفيف من اللوم عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، بما في ذلك تقديم الأسمدة المجانية إلى الدول الأفريقية، تظهر بشكل أكبر مناورتها الاستراتيجية.



وكان للعقوبات التي فرضها الغرب بعض التأثير على الاقتصاد الروسي، ولكن الثغرات وسلاسل التوريد البديلة أدت إلى تخفيف فاعليتها. ورغم أن العقوبات الغربية قد يكون لها أثرها في نهاية المطاف، إلا أن روسيا استعدت لهذا السيناريو، فضمنت قدرتها على الحفاظ على قدراتها العسكرية ونفوذها العالمي.



وأكدت الصحيفة أن إدارة بايدن تواجه تحديات في اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد روسيا، بما في ذلك خطر إزعاج كبار المشترين للنفط الروسي، مثل الهند، ومواجهة الوسطاء الذين يسهّلون تجارة التكنولوجيا المحظورة في دول مثل تركيا. علاوة على ذلك، فإن احتمال زيادة أسعار النفط العالمية يشكل خطرا سياسيا على بايدن، لا سيما في عام الانتخابات.



وختمت الصحيفة بالقول إنه في حين أن الجهود المبذولة لعزل روسيا حققت بعض التأثير، إلا أن قدرة بوتين على صياغة شراكات اقتصادية جديدة، والالتفاف على العقوبات، أظهرا القيود التي تعيب مثل هذه الاستراتيجيات، مؤكدة أنه مع استمرار الصراع في أوكرانيا، فإن إيجاد السبل الفعّالة لمعالجة تصرفات روسيا يشكل تحدياً معقّداً ومستمراً للمجتمع الدولي.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا