صحيفة "التايمز" تنشر استطلاعاً لما سيفعله ترامب إذا فاز برئاسة أمريكا

صحيفة "التايمز" تنشر استطلاعاً لما سيفعله ترامب إذا فاز برئاسة أمريكا

أظهرت استطلاعات للرأي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري الأوفر حظًا في الانتخابات المثبلة، ومنحته الأفضلية على الرئيس الحالي جو بايدن الذي "تظهر عليه علامات التقدم في السن"، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.



ورأت الصحيفة أن استمرار حضور ترامب، الذي بدا كأنه لم يرحل، جاء نتيجة "غروره الهائل"، ورفضه التخلّي عن وظيفته، التي يدعي، حتى الآن، أنها سُرقت منه في "انتخابات مزورة"، كما أنه لم يعترف قط بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية.



وقالت إنه بينما تستعد الولايات المتحدة لخوض انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وعلى الرغم من أن المحكمة العليا في ولاية كولورادو قضت بأن "ترامب" غير مؤهل للحصول على ورقة الاقتراع في تلك الولاية، إلا أنه يبدو من غير المرجح أن تتابع المحكمة العليا الأمريكية القضية، وتفرض حظرًا على مستوى الولايات المتحدة لترشح ترامب.


وأشارت الصحيفة إلى ما سبق أن أعلنه "ترامب" حين قال قبل أشهر أمام مؤتمر للمحافظين: "أنا انتقامكم"، قائلة إن تصميمه على "تصفية الحسابات" مع أعدائه جعل واشنطن تخشى حقًا انتقام ترامب.


واعتبرت الصحيفة أن العنوان الأكثر ملاءمة لتكملة ترامب جولته في البيت الأبيض، في ضوء الاستعدادات المكثفة الجارية الآن من قِبَل أتباع شعار "أمريكا أولًا"، قد يكون "ترامب الأكثر قوة".


وحذرت "التايمز" من الشعارات التي يطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية، والتي تشمل "أكبر عملية ترحيل داخلي في التاريخ الأمريكي" بعد اعتقال المهاجرين غير الشرعيين في المخيمات، وإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول يوم له في منصبه، وبناء "درع دفاعي صاروخي من الجيل التالي" للولايات المتحدة، وغير ذلك الكثير من الشعارات.


ورأت الصحيفة أن تصلب خطاب ترامب وصل إلى مستويات "لم نسمعها من زعيم غربي منذ الثلاثينيات"، إذ وصف معارضيه بأنهم "حشرات"، كما اعتبر أن المهاجرين غير الشرعيين "يسممون دماء بلادنا".


ونقلت الصحيفة عن عضو الكونغرس من ولاية تكساس، روني جاكسون، قوله إن "المحافظين يثقون بترامب لأنه عندما أصبح رئيسًا خفَّض الضرائب، وأمَّن الحدود، وأبعدنا عن أي حروب جديدة، وأنشأ المحكمة العليا الأكثر تحفظًا على الإطلاق".


وأفادت الصحيفة أن استطلاعات الرأي تُظهر أن الجمهوريين يثقون بأغلبية ساحقة في ترامب أكثر من أي مرشح في قضايا عدة، من بينها: الاقتصاد، والهجرة، والجريمة، والسياسة الخارجية، والأسلحة، والتعليم.


وقالت الصحيفة إن "عددًا قليلًا جدًا" من كبار الجمهوريين أعربوا عن "مخاوفهم العميقة" تجاه ترشح ترامب.


ونقلت الصحيفة عن ميت رومني، الذي كان المرشح الرئاسي للحزب، في العام 2012، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا، قوله إن ترامب "يمثل فشلًا في شخصيته ككل، وهو ما يغير في كثير من النواحي، نفسية أمتنا وقلب أمتنا".


كما نقلت الصحيفة عن عضوة الكونغرس عن ولاية وايومنغ، ليز تشيني، التي تم طردها ونبذها بسبب انتقادها لترامب والتحقيق معه، في السادس من يناير/كانون الثاني، قولها بشكل أكثر وضوحًا إن "الولايات المتحدة تسير نائمة نحو الديكتاتورية".



وطرح ترامب هذه الفكرة خلال لقاء في قاعة "فوكس نيوز"، في أوائل ديسمبر/كانون الأول، قائلًا: "لن أكون ديكتاتورًا إلا في اليوم الأول، سنغلق الحدود، وسنقوم بالحفر والتنقيب، وبعد ذلك أنا لست ديكتاتورًا".



وأكدت الصحيفة أن هذه التصريحات أسعدت الجمهور، لافتة إلى أنه مهما كانت نظرة الجمهوريين إلى ترامب، فإن هناك أرضية مشتركة بينهم، وهي أن ترامب، البالغ من العمر 77 عامًا، استولى على الحزب، ويظل في طريقه للفوز بالترشيح الرئاسي رغم سلسلة مذهلة من العقبات الجنائية والأخلاقية والسياسية التي كان من المؤكد أنها ستخرج أي شخص آخر عن مساره أو تحرمه من الأهلية.



وأفادت "التايمز" أنه وسط كل هذه "المعالم المذهلة في مسيرة ترامب السياسية غير العادية" ، فإن أحد أكثر الأحداث "إثارة للدهشة" هي أنه من المرجح أن يصبح أول رئيس أمريكي منذ فرانكلين روزفلت يرشحه حزبه 3 مرات على التوالي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يعد بايدن (81 عامًا) أكبر رئيس للولايات المتحدة "سنًا" على الإطلاق، فإن ترامب الذي يصغره بثلاث سنوات ونصف السنة، سيحطم الرقم القياسي لبايدن، ويصبح الأكبر سنًا في يوم التنصيب حال عودته إلى مبنى الكابيتول.



وأفادت الصحيفة أنه قبل ترامب، لم يواجه أي رئيس أمريكي على الإطلاق اتهامات جنائية أكثر خطورة من مخالفة السرعة، في حين تم توجيه الاتهام إلى ترامب واعتقاله وتقديمه أمام المحكمة هذا العام للدفع ببراءته في قضيتين فيدراليتين، وقضيتين على مستوى الولاية.



وقالت "التايمز" إنه بدلًا من القضاء على ترامب، فإن هذه القضايا كانت من بين الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ارتفاع شعبيته بين الناخبين الجمهوريين.



وأردفت "ببساطة، فإن الغالبية العظمى تصدقه عندما يقول إنه ضحية عملية اغتيال ذات دوافع سياسية لمنع إعادة انتخابه، كما صدق 70% من الجمهوريين ادعاءاته بأن انتخابات العام 2020 تم تزويرها ضده، في مؤامرة شيطانية أخرى تسببت بها الدولة العميقة".



وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب هاجم، في نوفمبر/تشرين الثاني، بخطاب ألقاه في نيو هامبشاير من وصفهم بـ "الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وبلطجية اليسار المتطرف الذين يعيشون كالحشرات داخل حدود بلادنا، ويكذبون ويسرقون ويغشون الانتخابات، وسيفعلون أي شيء ممكن سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، لتدمير أمريكا والحلم الأمريكي".



وقالت الصحيفة إنه عندما صرح مؤرخ يهودي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن ترامب بدا وكأنه بذرة هتلر أو موسوليني، رد المتحدث باسم حملته الانتخابية، ستيفن تشيونغ، بالقول: "من الواضح أن أولئك الذين يحاولون تقديم هذا التأكيد السخيف هم رقاقات ثلج يتمسكون بأي شيء لأنهم يعانون من اضطراب ترامب".


وأضاف تشيونغ: "سيتم سحق وجودهم الحزين والبائس عندما يعود الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض".


وأفادت "التايمز" أن ربط ترامب بهتلر ليس ظاهرة حديثة، فقد قالت زوجته الأولى الراحلة إيفانا ترامب، في العام 1989، إن ترامب كان ينغمس بين الحين والآخر في قراءة نسخة من خطابات أدولف هتلر التي أطلق عليها اسم "طلبي الجديد"، والتي كان يحتفظ بها في خزانة بجوار سريره، وعندما سُئل ترامب عن ذلك قال إن الكتاب كان هدية لم يقرأها من قبل.



منصب نائب الرئيس


وأوردت الصحيفة أن من بين النساء اللاتي يُعتقد أنهن "قيد النظر" لمنصب نائب الرئيس، كانت إليز ستيفانيك، 39 عامًا، وهي عضوة كبيرة في الكونغرس عن نيويورك، وعملت في فريق الدفاع عن ترامب؛ والسكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، 41 عامًا، التي تم انتخابها كأول حاكمة لولاية أركنساس في العام 2022، وأيدت ترامب في أكتوبر باعتباره "رئيسي السابق، وصديقي، والرئيس المفضل لدى الجميع"، وفق تعبيرها.


وأضافت "التايمز" أن من النساء الأخريات مارجوري تايلور غرين، 49 عامًا، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، التي تؤمن صراحة بنظرية المؤامرة، وتفتخر بولائها الشديد لترامب، لكنها ربما تكون الخيار النهائي.


ولفتت إلى أن من بين المرشحين الرجال لهذا المنصب، يحتمل أن يكون تيم سكوت، السيناتور الجمهوري ذو البشرة السوداء، وهو الوحيد الذي تقدم بترشيح الحزب للرئاسة، لكنه انسحب في أكتوبر.


وتقول الصحيفة إن سكوت حافظ على علاقة وثيقة مع ترامب بعد تقديم المشورة له بشأن تشريعاته الرئيسية لخفض الضرائب في فترة ولايته الأولى، معتبرة أن "سكوت" يمكن أن يساعد ترامب في جذب الناخبين ذوي البشرة السوداء، الذين يشكلون دائرة انتخابية أساسية للديمقراطيين.


وكشفت الصحيفة عن التكهنات حول حكومة ترامب المحتملة، مشيرة إلى أن أحد العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار هو أن اختيارات ترامب ستحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، الذي يتمتع بأغلبية ديمقراطية ضيقة بفارق صوت واحد.


لكن مع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن خريطة مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي التي سيتم التنافس عليها في عام 2024 مواتية للجمهوريين، مما يعني أنه إذا عاد "ترامب" إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن يكون قادرًا أيضًا على السيطرة على مجلس الشيوخ.



رغبة في الانتقام


وتشير "التايمز" إلى أن ترامب يفكر بعناية في اختيار أشخاص موالين له بمنصب المدعي العام، وفي مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي المناصب الحاسمة لقلب الطاولة على أعدائه والانتقام منهم بسبب القضايا الجنائية المرفوعة ضده.


وأضافت الصحيفة أن ترامب "لم يُخفِ رغبته في "ملاحقة" بايدن"، إذ كتب، في يوليو/تموز، أنه سيعين "مدعيًا عامًا" خاصًا حقيقيًا لملاحقة جو بايدن، الرئيس الأكثر فسادًا في تاريخ الولايات المتحدة، وملاحقة عائلة بايدن بأكملها وجميع المتورطين الآخرين الذين يرى ترامب أنهم دمروا "انتخاباتنا وحدودنا وبلدنا"، وفق الصحيفة.



وأوضحت أن دونالد ترامب جونيور طرح اسم مايك ديفيس لمنصب المدعي العام، وهو محامٍ متطرف من ولاية أيوا، عمل في مجلس الشيوخ لتعزيز تثبيت القضاة اليمينيين.


ونقلت الصحيفة عن ديفيس قوله مؤخرًا: "سنقوم بترحيل ما يزيد عن 10 ملايين شخص، من بينهم أطفال وآباؤهم وأجدادهم، وسنضع الأطفال في أقفاص، وسنعتقل الكثير من الأشخاص في معسكرات العمل في العاصمة واشنطن وفي غوانتانامو".


ومن بين الموالين المتطرفين الآخرين الذين وعدهم ترامب علنًا بالحصول على موقع في إدارته، هو مايكل فلين، الذي كان لفترة وجيزة مستشاره الأول للأمن القومي (وهو منصب لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ).


وتشير الصحيفة إلى أن اثنتين من مؤسسات الفكر والرأي اللتين تربطهما علاقات وثيقة بترامب تنفذان "عمليات تدقيق مكثفة" لتحديد الموظفين المناسبين للإدارة الثانية لترامب، وسط توقعات بالقيام "بعملية تطهير واسعة النطاق" للمسؤولين الذين يُنظر إليهم على أنهم غير موالين بالقدر الكافي له.



وأردفت الصحيفة "يخشى جون كيلي، الذي أقاله ترامب من منصب كبير موظفي البيت الأبيض في يناير من العام 2019، من أن يتحرك ترامب بحرية في المضي قدمًا في أفعاله الفظيعة التي تم تأخيرها أو تجاهلها من قبل، من خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى".



ونقلت الصحيفة عن كيلي قوله: "الدرس الذي تعلمه الرئيس السابق من فترة ولايته الأولى هو عدم تعيين أشخاص مثلي في تلك الوظائف، والدرس الآخر الذي تعلمه هو العثور على المتملقين".


وأفادت الصحيفة أن أحد الأعضاء الرئيسين في الدائرة الداخلية التي تستعد لولاية ترامب الثانية، هو مستشاره المقرب ستيفن مور، المتخصص في الهجرة، والذي يقف وراء خطط لإحياء حظر السفر على مواطني مختلف البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وجمع المهاجرين غير الشرعيين في معسكرات الاعتقال، ووضع حد لحقوق المواطنة المكتسبة بالولادة لأولئك الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني، وكذلك الانتهاء من الجدار الحدودي مع المكسيك.



وتعهد ترامب مرارًا بإلغاء أهداف بايدن فيما يتعلق بمبيعات السيارات الكهربائية، وبانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لخفض الانبعاثات، كما فعل في ولايته الأولى، وفق "التايمز".



ونقلت الصحيفة عن مور قوله أيضًا إن ترامب غالبًا ما يتحدث عن استخدام مجموعة من الأوامر التنفيذية، مثل المراسيم الرئاسية المصممة لتجاوز الكونغرس، لتغيير السياسات في اليوم الأول من عودته إلى منصبه.



وتابع مور: "لقد أصبحت هذه لعبة تنس رئاسية بين الإدارات، استخدمها باراك أوباما على نطاق واسع لإنهاء سياسات جورج دبليو بوش، ثم استخدمها ترامب لعكس سياسات أوباما، ثم استخدمها بايدن لمنع سياسات ترامب".


المصدر: صحيفة "التايمز" البريطانية




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا