حذر مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى من أن هدم سدِّ نوفا كاخوفكا سيُحوِّل في الغالب حقول أوكرانيا الجنوبية إلى "صحراء جرداء" في غضون عام، ما سيشعل فتيل أزمة أمن غذائي عالمية.

وتُنفِذ خدمات الطوارئ في أوكرانيا عمليات إنقاذ في عشرات المدن والقرى عقب تدمير السدِّ، الذي يقع تحت سيطرة روسيا، وما نجم عن ذلك من غمر مياه أحد أكبر خزانات أوروبا لأنحاء الجنوب المُمزَق من الحرب.

وأسفر ذلك الفيضان الجارف عن تدمير المنازل، وغرق الحيوانات، وانقطاع إمدادات المياه النظيفة، وإجبار الآلاف على إخلاء مساكنهم.


ووفقًا لبيان أصدرته وزارة الزراعة الأوكرانية، أصاب الإفراغ المفاجئ للخزان أنظمة الريِّ الرئيسية بالشلل في ثلاث مناطق مجاورة، ما تسبّب في توقف توريد المياه إلى 600 ألف فدان تقريبًا من الأراضي الزراعية، وتعريض إنتاج 4 ملايين طن من الحبوب والمحاصيل الزيتية للخطر.

وصرَّحت الوزارة بأن "الحقول في جنوب أوكرانيا قد تتحوَّل إلى صحارٍ في وقت مبكر لا يتجاوز العام"، مُضيفةً أن المناطق الريفية المحيطة وموارد المياه قد تدمرت أيضًا، كما هلك مخزون الأسماك.

وأشارت الوزارة الأوكرانية إلى أنه وفقًا للحسابات الأولية، سيبلغ إجمالي الخسائر الناجمة عن هلاك كل الموارد البيولوجية، 285 مليون دولار.

وحذر ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أن هذه "الكارثة البيئية العالمية" قد تؤثر على إمدادات الغذاء في أنحاء العالم نظرًا لكوْن أوكرانيا، التي تُعرَف بسلة خُبز العالم، مُنتِجًا رئيسيًّا للحبوب والزيوت.

وصرَّح بودولاك لصحيفة "ذي إندبندنت" بأن "الهلاك الفوري لأعداد كبيرة من الأسماك والحيوانات، وتشبع التربة بالمياه في الأراضي التي تعرضت للفيضان، وتغيُّر النظام المناخي في المنطقة، سينعكس لاحقًا على الأمن الغذائي العالمي".

 

وتسيطر أوكرانيا على الضفة الغربية لنهر دنيبر الواقع بالقرب من السدِّ، والتي تأثر فيها نحو 16 ألف نسمة بالفيضان، بينما تتحكم روسيا في الضفة الشرقية الأقل ارتفاعًا والأكثر تأثرًا بالفيضان، والتي بلغ عدد المنكوبين فيها 22 ألف نسمة، وصرح مسؤولون أنه أُجلي بالفعل حوالي 3000 شخص من المناطق المغمورة بالمياه على كلتا ضفتي النهر.

وألقى الجيش الأوكراني اللوم على موسكو في الهجوم، مشيرًا إلى أن روسيا تريد منع تقدُّم القوات الأوكرانية، في حين أن الكرملين أنكر الاتهامات قائلًا إن كييف تسعى إلى تشتيت الانتباه عن هجوم مضاد "فاشل" ما زال مستمرًا.

ويلعب سدُّ وخزان كاخوفكا الكهرومائي دورًا محوريًّا في توفير مياه الشرب والري لمنطقة ضخمة في جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا منذ عام 2014.

ويقع السدُّ في جزء من منطقة خيرسون التي خضعت لسيطرة قوات موسكو العام الماضي.