تقرير أمريكي: استئناف تصدير نفط كردستان العراق مرهون بنتيجة الانتخابات التركية

تقرير أمريكي: استئناف تصدير نفط كردستان العراق مرهون بنتيجة الانتخابات التركية

لا يزال ملف استئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق إلى ميناء "جيهان" التركي عالقاً؛ بسبب مماطلة الجانب التركي، وذلك بعد أن كسبت بغداد حكماً دولياً بإيقاف تصدير نفط الإقليم بشكل مباشر إلى تركيا، وأن يكون ذلك عن طريقها، قبل أن تتفق أربيل وبغداد على استئناف التصدير.



وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، فإن انتخابات الإعادة في تركيا تسببت في مزيد من التأخير بشأن استئناف تصدير نحو 450 ألف برميل يومياً من نفط كردستان العراق إلى ميناء "جيهان" التركي المطل على البحر المتوسط.


وتوقف تصدير نفط إقليم كردستان منذ 25 مارس/آذار الماضي، على خلفية نزاع قانوني بين الحكومة الاتحادية في بغداد، وتركيا، فضلاً عن نزاع آخر بين حكومتي بغداد وأربيل بشأن القضية ذاتها. وبحسب التقرير، فإن القرار المتوقع صدوره حول استئناف التصدير يعتمد على نتيجة الانتخابات الرئاسية نهاية الشهر الجاري.



ونقلت "سي إن بي سي" في تقريرها عن مصادر عدة في قطاع التجارة والشحن وإنتاج النفط قولهم إنه "بناء على طلب من بغداد، كان من المتوقع استئناف أنقرة صادرات خام كركوك من جيهان في 13 مايو/أيار، أي قبل يوم من الانتخابات الرئاسية، لكن نتائج الجولة الانتخابية الأولى غير الحاسمة أعاقت تحقيق ذلك".



وأوضح التقرير أن "السلطات التركية لا ترغب بتحمل مسؤولية إعادة التشغيل، في وقت يكافح الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ضد خصمه كمال كليجدار أوغلو بهدف إطالة أمد حكمه المستمر منذ عقدين".



ووفقاً للتقرير الأمريكي، فإن المحلل الاقتصادي الكردي، لاوك غافوري، لفت إلى أن "القضية الرئيسية في استئناف النفط عبر جيهان هي الانتخابات الجارية حالياً، وأن العقبة الأخرى أمام استئناف النفط هي القضية القائمة في المحكمة الدولية في باريس ضد تركيا من قبل بغداد حول الفترة من العام 2018 إلى الآن، وأن أنقرة تطلب من بغداد إسقاط هذه القضية، إلا أن بغداد لم تفعل ذلك حتى الآن".



كما أفاد المحلل الاقتصادي الكردي بأن "الحزب الحاكم في تركيا، أي حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، يريد تسوية مسألة الانتخابات أولاً، ومن ثم التعامل مع نفط حكومة إقليم كردستان، ومع حكومة بغداد".



كذلك نقل التقرير عن محللين آخرين قولهم إن "الأولوية التركية الآن تتمثل في تجنب المزيد من الخلافات القانونية من خلال التمسك بالتوصل إلى اتفاق حاسم وواضح حول شرعية صادرات النفط بين بغداد وأربيل، وأن الصفقات القائمة حالياً بين الطرفين هي اتفاقات سياسية وليست تشريعات".



وأورد التقرير تصريحاً للباحث في "معهد الخليج العربي في واشنطن" يريفان سعيد، يقول فيه إن "أنقرة قد تعمد إلى توسيع المفاوضات مع بغداد لتشمل أيضاً الموارد المائية من نهر الفرات، والتواجد العسكري التركي في الإقليم، وفي سنجار أيضاً".


في حين نقل التقرير الأمريكي عن الباحث في معهد واشنطن الأمريكي بلال وهاب قوله إن "السيطرة على تدفقات تصدير النفط الكردي توفر لتركيا النفوذ من أجل مطالبة بغداد بأن تسقط الغرامة ودعوى التحكيم الثانية، وكذلك إعادة تحديد مدى العلاقة التجارية لأنقرة مع العراق".



وفي سياق متصل، قال التقرير إن "تجار النفط يحذرون من أن خسارة أردوغان في معركة انتخابات الرئاسة قد تطيل الجمود النفطي، حيث من المحتمل أن يطلب كليجدار أوغلو مفاوضات جديدة مع العراق".



ومع أن التقرير لفت إلى العلاقات المضطربة لأردوغان مع الأقلية الكردية في تركيا، إلا أنه أكد أن "أردوغان يتمتع بتقارب كبير ومستمر مع حكومة إقليم كردستان". ونقل عن وهاب قوله إن "تركيا لا يزال بإمكانها إعطاء الأولوية لتأمين الفوائد من الجمود في تصدير النفط".



وأضاف الباحث في معهد واشنطن الأمريكي: "إذا انتصر أردوغان، فلا أعتقد أنه سيكون لديه أي مخاوف بشأن استخدام حكومة إقليم كردستان كوسيلة ضغط للحصول على صفقات جيدة من بغداد بشأن مختلف الملفات العالقة بين البلدين".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا