في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم .. اليمن تعيش شبح عودة الحرب بشكل أقوى

في ظل أسوأ أزمة إنسانية في العالم .. اليمن تعيش شبح عودة الحرب بشكل أقوى

حتى اليوم، مضى أكثر من شهر على انتهاء هدنة ترعاها الأمم المتحدة في اليمن الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، دون أن تتمكن الهيئة الأممية من تمديدها وتوسيع بنودها للبناء عليها في التوجه نحو تسوية سياسية، نتيجة تصلب موقف جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وطرح شروط مستحيلة كما قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي لندركنج في إحدى مؤتمراته الصحفية.

 

مع هذا الفشل، عادت المخاوف مجددًا من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بعد أن كانت الهدنة الأممية التي امتدت لستة أشهر حققت تحسناً هشاً أعطى السكان أمل بانفراجه قريبة في الوضع المتأزم الذي ترك معاناة هائلة أثقلت كاهل السكان.

 

وعلى الرغم من انتهاء الهدنة، لم تعود المواجهات إلى الجبهات العسكرية بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، لكن ملامح تصعيدٍ قادمٍ بدأ يتشكل، بينما يواصل المبعوث الأممي هانس غروند برغ مساعيه لإقناع الأطراف اليمنية في الذهاب نحو تمديد وتوسيع الهدنة.

 

وشن الحوثيون هجمات منسقة بطائرات مسيرة على ميناء الضبة بمحافظة حضرموت الغنية بالنفط، عندما كانت سفينة تقترب من الميناء لتحميل أكثر من اثنين مليون برميل من النفط. اتى الهجوم، بعد يومٍ على هجوم مماثل شنته جماعة الحوثي على ميناء النشيمة النفطي بمحافظة شبوة المطلة على بحر العرب. ولاحقاً، حلقت طائرات مسيرة تابعة للحوثيين فوق ميناء المكلا ومطار شبوة الدولي، وجبهات عسكرية في الساحل الغربي المطل على مضيق باب المندب.

 

وقالت الحكومة اليمنية، إنها أحبطت هذه العمليات ووصفتها بالإرهابية. ولاقت الهجمات إدانات عربية ودولية واسعة.

 

من جانبه ذكر الصحفي اليمني عمر حسن إن "الوضع يتجه نحو عودة المواجهات أكثر ضراوة مما كانت عليه في السابق.. فرص الذهاب إلى مفاوضات سياسية تتقلص كل يوم نتيجة شروط الحوثيين المستحيلة".

 

وأضاف " أكثر من يخشاه الناس هنا في اليمن هو تدهور الوضع الإنساني.. لقد عاش السكان سيما في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين معاناة قاسية بفعل رفض الجماعة صرف المرتبات وافتعال الأزمات الإنسانية لاستخدامها كورقة سياسية". ومضى يقول "وغير هذا، هذه المحافظات (التي يسيطر عليها الحوثيين) اصبحت طاردة للحياة، ينتشر فيها الفقر والانتهاكات والفوضى والنهب الذي تمارسه قيادة الحوثيين".

وعن مؤشرات عودة الحرب يقول الصحفي اليمني:"استعدادات الحوثيين واضحة في هذا الإطاروليست فقط ظاهرة في الجانب العسكري، بل تتبين أيضا في الحرب على التجار والشركات  في مناط قسيطرة الحوثيين الذين ضاعفوا عليهم إتاوات المجهود الحربي، لقد شن الحوثيون حرباً بلا هوادة ضد القطاع التجاري الخاص في المناطق التي يسيطرون عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، فأنشأو نقاط جمركية إضافية وفرضوا على التجار جبايات وإتاوات شهرية.

 

وقال مصدر تجاري يمني، إن " التجار يضطرون لإضافة هذه الجبايات على السلع ما يؤدي إلى ارتفاع اسعارها وعجز المواطن عن شرائها بسبب عدم تسلمهم المرتبات منذ سبع سنوات". ويعتمد السكان هناك على المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية.

 

وقال أحد السكان في صنعاء, إن الحوثيين يفاوضون السكان بالذهاب إلى معسكرات الجماعة مقابل الحصول على مساعدات غذائية منتظمة. وأكد ذلك مصدر إغاثي رفض ذكر أسمه خشية تعرضه للخطر، وقال، إن جماعة الحوثي ضيقت على عمل المنظمات الدولية وأجبرتها على التعاقد مع منظمات محلية تابعة للجماعة".

 

وذكر الصحفي عمر حسن أن الكثير من الشركات التجارية ورؤوس الأموال غادرت صنعاء إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد ومحافظة حضرموت والساحل الغربي اليمني". وأضاف، " وحتى الكثير من السكان اضطروا للفرار إلى عدن والساحل الغربي حيث تتواجد هناك القوات الحكومية هرباً من انتهاكات الحوثيين".

 

وزاد " إلى درجة ما، شهدت هذه المناطق تحسناً ملحوظ في الأمن والاستقرار، وبالتالي توفرت بيئة مناسبة للعمل التجاري والاستثمار وللعيش ايضا". وابتعدت المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية نسبياً عن الأزمات المعيشية، ومناخاً من الحرية وعدم الملاحقات والانتهاكات.

 

وتحوي محافظة عدن قرابة مليون نازح توافدوا إليها من المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. كما يتواجد مئات الالاف من النازحين في مدينة المخا المطلة على مضيق باب المندب ومحافظة حضرموت التي ظلت بعيدة نسبياً عن المواجهات خلال السنوات الماضية بعد تحريرها من تنظيم القاعدة من قبل ما يعرف بقوات النخبة الحضرمية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وسافر المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي لندركنج إلى المنطقة للانضمام إلى المبعوث الأممي في الضغط على الأطراف اليمنية لتمديد الهدنة

 

وذكرت الخارجية الأمريكية، أن لندركنج سافر الأربعاء إلى الإمارات والسعودية لدعم الجهود المبذولة لتجديد وتوسيع الهدنة. وأضافت أنها تذكر "الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم ونحثهم على التعاون مع الأمم المتحدة والاستماع إلى النداءات اليمنية من اجل السلام".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا