الكوليرا يدق ناقوس الخطر في سوريا بعد تسجيل عشرات الإصابات

الكوليرا يدق ناقوس الخطر في سوريا بعد تسجيل عشرات الإصابات

دق مرض الكوليرا ناقوس الخطر في سوريا، بعد تسجيل عدة وفيات وإصابة العشرات، حيث أكد مصدر بوزارة الصحة السورية لـ“إرم نيوز“، اليوم الإثنين، إصابة 20 شخصاً في حلب وأربعة آخرين في اللاذقية واثنين في دمشق، مع تسجيل حالتي وفاة في حلب.


وكانت ”الإدارة الذاتية الكردية“ في شمال وشرق سوريا أعلنت في وقت سابق عن تسجيل ثلاث وفيات بذات المرض، مؤكدةً انتشاره بين محافظتي الرقة ودير الزور، بينما وصل عدد الحالات المصابة في مدينة إدلب التي تخضع لسيطرة ”جبهة النصرة“ إلى أكثر من 100 مصاب.


وأفاد المصدر الطبي لـ“إرم نيوز“ أن كافة الحالات تلقت وتتلقى العلاج اللازم، وأنه من بين الإصابات طفل صغير راجع المستشفى بأعراض تتمثل بالإقياء المتكرر ليصار إلى إخضاعه لتحليل طبي أثبت إصابته بالكوليرا.



وأشار المصدر إلى ازدياد حالات المراجعة بشكل مطرد لمستشفيات حلب في الأيام الماضية لمرضى يشكون ”اضطرابات هضمية“، وليتبين أن بينهم مصابون بالكوليرا، في حين بينت الوزارة أن العلاج متوافر في مستشفياتها.



وتواصل ”إرم نيوز“ مع الشاب ”م. ر“ الذي تعافى من إصابته بالكوليرا في حلب، مؤكداً أن إصابته كانت من النوع المعتدل، والذي لا يتطلب بروتوكولاً وريدياً خاصاً لتعويض السوائل.


ويقول الشاب المتعافي: ”بدأت معاناتي بألم في المعدة مترافق مع صداع وإسهال شديد وإقياء واضطرابات هضمية، راجعت المستشفى في حلب وأجروا لي التحاليل الضرورية ووصفوا لي الأدوية المناسبة مع وضعي تحت المراقبة، حتى تعافيت“.


ونشرت وزارة الصحة بياناً حثت فيه المواطنين على ضرورة اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة مثل غسل اليدين وشرب المياه من مصدر آمن وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد وطهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة.



وشددت الوزارة على ضرورة عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته وطلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.



في حين ظلت مدن أخرى في الداخل السوري، دون أن تسجل أي إصابة حتى الآن، وسط تحذيرات من احتمالية تفشي المرض البكتيري الذي يسبب بحسب ما قاله الطبيب منصور الخيّر لـ“إرم نيوز“ إسهالاً مائياً حاداً غير مؤلم يترافق مع قيء.



ووفقا للطبيب، فإن ”هذه الأعراض قد تسبب أحياناً جفافاً شديداً للجسم يؤدي للوفاة إذا ما تمت معالجته بشكل فوري، علماً أن الأعراض تظهر على المصاب خلال مدة أقصاها 48 ساعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ثمة نسبة من المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض بل يبقى المرض كامناً“.


وحول مصادر الإصابة بالمرض يجيب الطبيب الخيّر بأن أبرزها هي مياه الآبار الملوثة، والفواكه والخضروات الملوثة بالبكتيريا، بالإضافة لأسطح التربة الملوثة أيضاً.


وبحسب الخيّر، فإن البروتوكول العلاجي للكوليرا غير معقد، فهو يقوم على تحليل الإماهة الفموية التي تتطلب أحياناً تزويد المريض بأكثر من أربعة ليترات من المحلول لعلاج الجفاف في الحالات التجفافية المعتدلة، أما في الحالات الشديدة فيتم تعويض المصاب بالسوائل وريدياً.


وتكمن خطورة انتشار الكوليرا في سوريا في الواقع الصحي المتخلخل أساساً، ورغم السهولة النسبية في معالجة الوباء، إلا أن انتشاره يحمّل المنظومة الصحية أعباء ليس من اليسير التعامل معها دائماً.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا