الايزيديون .. من قهر داعش الى ذل المخيمات

الايزيديون .. من قهر داعش الى ذل المخيمات

محمود المفرجي الحسيني

عندما نتكلم عن اتباع الديانة الايزيدية، وما جرى لهم في عام 2014، ابان هجوم تنظيم داعش الارهابي على سنجار شمالي العراق، تصيبنا الدهشة والحيرة على اوضاعهم، فلا توجد عائلة منهم لم تطالها الدماء او التشريد او السبي.

وعمد داعش إلى استرقاق أكثر من 6،500 من النساء والأطفال وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350،000 في مخيمات النزوح شمالي العراق. ولا يزال ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تحول دون إعادة بناء حياتهم، كما تعيش غالبية الأفراد بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ودعم سبل العيش.

وقالت الناشطة الإيزيدية وسفيرة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، نادية مراد، إن الأقلية الإيزيدية كانت تعيش بسلام قبل ظهور داعش.

واضافت، إن "قصتي ليست فريدة من نوعها، هي قصة آلاف النساء والفتيات الإيزيديات اللاتي اختطفن وتم استرقاقهن جنسيا".

وقد حرق داعش منازل ومدارس الإيزيديين ودور عبادتهم، وتم الاتجار بفتيات بعمر الثامنة والتاسعة. وحتى الآن ثمّة اعداد كبيرة من النساء والاطفال في عداد المفقودين وفي الأسر.

وأشارت الناشطة الإيزيدية إلى أنه بعد ستة أعوام لم يتحرّك العالم لنجدة الإيزيديين: "لقد تفرّج العالم بغضب وطالب بتحرّك ملموس لإنهاء الإبادة الجماعية، ولكن بعد ستة أعوام فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته في حماية الأكثر ضعفا".

وتعاني النساء الناجيات والأطفال الناجون من صدمات، ويعيشون في مخيمات النزوح، ويعاني من تمكن من العودة إلى دياره من نقص في الحصول على الخدمات الأساسية.

وبحسب مراد، فان من عاد من الإيزيديين إلى ديارهم في سنجار، يعانون من الظروف المعيشية التي تفتقر للرعاية الصحية والتعليم والمياه الصالحة والأمن.

وعند الدخول الى سنجار التي كانت من اكثر المناطق في العراق تنبض بالحياة والبهجة، لا ترى الا اطلال متعكزة على هول المصيبة، ومنازل فارغة من اهلها، ووضع سياسي وامني مضطرب، يمنع اهل سنجار في حيرة من امرهم، فلا يستطيعون البقاء اكثر في مخيمات النزوح، ولا يستطيعون العودة لمنازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية.

فالموت هو هو، ان كان في مخيمات النزوح والذل والعوز والحاجة وفقدان ابسط مقومات المتطلبات الانسانية، وان كان في سنجار المهدمة المحطمة بوسط المقابر الجماعية التي احتضنت رفاة اولادهم واحبابهم واصدقائهم وذويهم، فالوضع لا يتغير، فالعائلة التي ترجع من النزوح الى الديار تحتاج الى كل شيء في ظل الظروف، ولكن ليس اكثر من الحاجة الى عودة الاحباب المفقودين.

وتقول الاحصائيات، ان 20 بالمائة من المشاركين في استطلاع اجريَ في صفوف النازحين في دهوك الى أن أهاليهم وأقرباءهم فكروا في "الانتحار" لمرة واحدة على الأقل، بسبب المشاكل المالية، انعدام فرص العمل الى جانب المشاكل الاجتماعية، العائلية والعاطفية.

الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار يعانون من ظروف معيشية صعبة، رموا بالعديد من المآسي، يعيشون في وضع نفسي غير مستقر، عاطلون عن العمل و فقدوا أمل العودة الى ديارهم.

و تفيد احصائية بأن 250 ايزيدياً في مخيمات النازحين، أغلبهم من الإناث، لقوا حتفهم بالرصاص أو شنقاً، منذ هجوم داعش على سنجار في 3 آب 2014 لحد الآن.

وانتقد الناشط الايزيدي عيسى سعدوا داء وزارة الهجرة والمهجرين بالتعامل مع ملف النازحين ككل، وملف النازحين الايزيديين على وجه الخصوص.

وقال لـ "دجلة"، ان اداء وزارة الهجرة ضعيف وخاصة في في ملف اعادة الايزيديين النازحين الى مناطق سكناهم الاصلية قبل احتلالها من قبل عصابات داعش في العام 2014، مشيرا، ان الدليل على ذلك انه لا زال معظم الايزيديين من اهالي سنجار نازحون في مخيمات إقليم كردستان".

فيما اكد ان، ملف المختطفات الايزيديات بحاجة الى تعاون استخباري دولي كونه من الملفات المعقدة والتي تحتاج الى جهود كبيرة لإستعادتهن من براثن داعش، وهذا من الصعب ان يتحقق بدون إرادة حقيقية محلية عراقية للمبادرة مع بقية الدول لبحث هذا الملف واعطاءه اولوية قصوى".

وطالب "بتشكيل فريق امني عراقي وبمشاركة ذوي الضحايا من الايزيديين كجهد محلي ساند لجمع المعلومات عن المختطفين وعن الاماكن المتوقع توجدهم فيها كمخيمات عائلات الدواعش في العراق ومخيمي الهول وعين عيسى في سوريا.

واوضح ان هناك ما يقارب ال 2900 مختطف ومختطفة من الايزيديين الذين خطفهم داعش منذ 2014 لازال مصيرهم مجهولا

عد الناشط الايزيدي عيسى سعدو، عدم وجود جدية من قبل الحكومة بتحرير المختطفات الايزيديات، "بل ان هناك اهمال وغض بصر وتناسي لقضيتهن".

وطالب بـ "تشكيل فريق للبحث عن المختطفين في العراق وسوريا ولم نلتقِ اية استجابة".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا