بالتزامن مع مساعي واشنطن لإغلاق سفارتها في العراق، في ظل عجز الحكومة العراقية على ردع الفصائل المسلحة، سلطت عدد من الصحف العالمية الضوء على آخر التطورات فضلاً على طرح عدة سيناريوهات للأزمة التي اندلعت على خلفية استمرار استهداف المصالح الأمريكية وارتال التحالف الدولي ضد داعش والذي جاء بطلب من الحكومة.

البدايةُ من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية والتي عنونت اليوم، ترامب يوجه حملة الضغوط القصوى على العراق. حيث أكدت الصحيفة أنّ المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالغضب من أعمال الفصائل العراقية الموالية لإيران، الأمر الذي يدفع الولايات المتحدة إلى شن حملة جوية واسعة ضد مواقع تابعة لهذه الفصائل. مشيرةً إلى أنّ هذه الضغوط القصوى قد تهدف إلى إجبار الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات أكثر صارمةً ضد الفصائل المسلحة. واستشهدت الصحيفة بحملة الضغوط القصوى المفروضة على إيران.

وفي الغارديان نقرأ، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يحشد حلفاءه لحث الولايات المتحدة على التراجع عن إغلاق سفارتها في بغداد. ونقلت الصحيفة عن مصدر إقليمي رفيع قوله إنّ المسؤولين العراقيين قرروا باعتبار الخطوة الأمريكية ليست خدعةً وأن ترامب قد يقلب في غضون الأسابيع المقبلة سياسة استمرت على مدار عشرين عاماً. لافتاً إلى أنّ التهديدات لا تبدو "خدعة" لأن قرار إغلاق السفارة ستدفع واشنطن ثمنه من الناحية السياسية، غير أنّ القرار قد يكون هدفه إحراج الحكومة لحثها على التحرك ضد الفصائل المسلحة. في المقابل، نقلت الغارديان عن مسؤولين سابقين في المخابرات قولهم، إنّ بعض المسؤولين منزعجين من رسالة بومبيو والتي تنطوي على تهديدات صريحة، محذرين من أنّ الانسحاب من العراق يعني تقديمه على طبق من ذهب لإيران.

أما مجلة بوليتيكو، فقد تناولت جانباً مختلفاً من الأزمة وتحديداً سيناريو مقتل أربعة أمريكيين بمن فيهم السفير كريس ستيفنز في السفارة الأمريكية ببنغازي. حيث أشارت المجلة أنّه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية قد يؤدي هجوم مماثل لهجوم "بنغازي" في ليبيا إلى تقويض إدعاء إدارة ترامب بأنها نجحت بتقليص النفوذ الإيراني الأمر الذي سيمكنها من الانسحاب من العراق. فيما أكدت ثلاثة مصادر استخبارية للمجلة أنّ مساعي إغلاق السفارة في بغداد تأتي على خلفية تلقي ثلاثة تهديدات لاستهداف القوات الأمريكية في العراق خلال الأسابيع الماضية.