بعد رحلة إعياءٍ شديدٍ قوامها 9 ساعات، كاد 5 شُبان في العقد الثاني من أعمارهم أن يهلكوا جرّاء فقدِهم الطريق في منطقة صحراوية رملية، تُعرف باسم "حنجران البهيتة" 40 كم جنوبي رنية؛ حيث عثرت فرق الدفاع المدني ودوريات الشرطة وعدد من المواطنين عليهم، بعد جهد قاموا به في نهار رمضان.

الشبان الذين خرجوا للمنطقة الواقعة بين طريق "رنية - بيشة" كانوا قد فقدوا الأمل في مركبتهم التي أصابها عُطل، ومكثت بين رمال مخيفة لا ترحم صغيراً أو كبيراً؛ ما دعاهم إلى البحث عن سبيلٍ للنجاة من هذا الهاجس المخيف؛ الأمر الذي استدعاهم لمغادرة موقعها والانقسام إلى مجموعتين؛ بحثاً عمّن يُنقذهم.

وفي التفاصيل، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكّة المكرّمة، العقيد سعيد سرحان؛ أن المركز الوطني المُوحّد للعمليات تلقى نداء استغاثة من قائد مركبة من نوع جيب، في الساعة 9:51 دقيقة من صباح أمس السبت، مفاده أنه فقد الطريق وبرفقته 4 أشخاص آخرين، وفور تمرير البلاغ، عمِل مركز البلاغات على تحديد الموقع مزامنةً مع تحريك فرق الإنقاذ باتجاه موقعي البلاغ، وفي الجانب الآخر تهدئة المُبلّغ ومَن معه حتى تتمكّن الفرق من الوصول إليهم بأسرع وقتٍ مُمكن.

وأضاف: "بعد انقطاع الاتصال، بدأ الأشخاص الخمسة في التحرُّك بحثاً عن خيط نجاة، تاركين العربة في منطقة البلاغ المُحدّد مسبقاً، وعند الساعة 12:58 من ظهر السبت، تمكّنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى نقطة البلاغ، وتمّ العثور على المركبة، ولم يكن بها أو بمحيطها أحدٌ، كما وُجِدت بالموقع آثار تؤكّد وجود أشخاص كانوا بمحيطها".

وأشار "سرحان"؛ إلى أن "الفرق الميدانية" واصلت انتشارها في الكثبان الرملية الوعرة بحثاً عن المفقودين، بعد انقطاع الاتصال بهم، وفي هذه الأثناء تمت مشاركة دوريات من شرطة المحافظة في عمليات البحث، قبل أن تتمكّن فرق الإنقاذ التابعة لـ "مدني رنية" من العثور على 3 أشخاص منهم؛ يُمثّلون المجموعة الأولى، وهم في حالة إعياءٍ شديدٍ في الساعة 4 عصراً، على بُعد يزيد على 10 كم غربي موقع المركبة؛ ليتم إسعافهم وتسليمهم للهلال الأحمر لتقديم الإسعافات الأولية لهم.

وبيّن: "واصلت فرق الإنقاذ بحثها عن المجموعة الثانية المكوّنة من شخصيْن، وبعد تمشيطٍ كاملٍ المنطقة، وبمشاركة عددٍ من المواطنين الذين رغبوا في المشاركة، تمّ العثور عليهما من قِبل دوريات الشرطة، في الساعة 6 مساءً، وهما في صحة جيّدة، وتم نقلهما إلى منطقة آمنة، وتقديم الإسعافات الأولية لهم، والتأكّد من سلامتهما".