عندما يترجّل ملك الغابة .. لن يبقى في حديقة حيوان الموصل الا الخواء

عندما يترجّل ملك الغابة .. لن يبقى في حديقة حيوان الموصل الا الخواء

اخر ُالناجين من حديقة ِحيواناتِ الموصل، التي كانت تخضعُ لداعش الارهابي، هما الدبة لولا، والاسد سيمبا، وصلا احدى المحميات في الاردن، بعد رحلة ٍ شاقة استغرقت اياماً عدة.
وهنا تلقا العلاج، وحصلا على المتابعةِ الطبية ، بعد ان عُثِر عليهِما وحيديْن ، في ظروفٍ صحية ٍسيئة وقاسية للغاية
خواء مروع يخيم على حديقة حيوانات "نور الزهور" في الموصل، اقفاص فارغة من سكانها وحيوانات نافقة فوق بعضها، ولم يبق من الحيوانات الاربعين التي كانت متواجدة بالمدينة، الا الدبة لولا وسيمبا الاسد... الناجيان الوحيدان من حيوانات الموصل وصلا احدى المحميات الطبيعية في الاردن بعد رحلة صعبة على الحدود استغرقت تسعة ايام بلياليها، قبيل استحصال الموافقات الامنية للسفر..

ترجمة / جونو فان زوني - منظمة فور بوز
"بداية، رأينا صور الحيوانات عن طريق الفيس بوك، وهنا بدأنا بالبحث والتواصل مع المنظمات المعنية للحصول على فرصة في محاولة لانقاذهم، وبعدها حاولنا التواصل من الحكومة العراقية بغية التوصل الى خطة مشتركة لانقاذهم.. عندما وجدنا الحيوانين وجدنا انهم يعانون من مشاكل في المفاصل، ومشاكل في البشرة، وضعف في النظام الغذائي، لذلك نحن هنا من اجل فترة مراقبتهم لاستعادة شفائهم".

حياة جديدة للناجيين، وفرتها منظمة "فور بوز" المعنية بحماية الحيوانات المتأثرة نتيجة النزاعات والحروب، خاصة بعد ان عثرت على لولا وسيمبا والتقرحات تملأ جلديهما، فضلا عن التهابات متنوعة ضمور بالكتل العضلية..
بعد اسبوع واحد من العناية الطبية والتأهيل النفسي، داخل هذه المحمية الطبيعة في العاصمة الاردنية عمان، تبدو "لولا" اقل توتراً في تعاملها مع الظروف الجديدة... خروج طفيف الى العراء ولعب قليل بالماء يكفي لطمأنة القائمين على متابعتها، في حين تبدو مشاعر سيمبا اكثر ترنحا.. سحنته حزينة وعيناه مكبلتان بالخوف والترصد، نتيجة لما رواه لنا المسؤولون عن المنظمة الانقاذية، حيث شهد سيمبا حادثة مروعة اثناء تواجده في حديقة الحيوان بالموصل، انتهت بأكل امه الجائعة لابيه داخل قفصهم، بعد تضورها جوعاً لنحو اربعين يوماً..
احد مسؤولات توفير العناية للحيوانات


ستاند ظاهري
سيمبا ولولا الناجيان الوحيدان من رحلة مروعة ومحفوفة بالمخاطر، ربما يكونان اوفر حظاً من الكثير من مواطني المدينة المهدمة، ففي الوقت الذي ينعم اخر الناجيين من حيوانات الموصل بفرصة افضل للعيش والشفاء في هذه المحمية الطبيعية، يواجه الكثير من اهالي الموصل الفارين من قسوة المعارك، فرصاً ضئيلة بالوصول الى مخيمات النزوح دون المرور من مرمى نيران داعش، فضلا عن تكدس العائلات الهاربة في صفوف طويلة املاً بخيمة تجمعهم تحت سقفها لحين تحرير المدينة بشكل كامل.

تقرير مهند رفعت.








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا