تدفق بلا هواده نحو المجهول هكذا حال العراقيين الهاربين من اتون الحروب والازمات الاقتصادية المتتالية التي تعصف بالعراق بحثا عن ملاذ امن في دول العالم .
هذا الحال ينطبق على مجاوريهم من السوريين ودول اخرى ارهقتها الحروب والاوضاع المتردية غير ابهين بما قد يلاقوه من مخاطر اثناء انتقالهم عبر البر والبحر الى الضفة الاخرى
واظهرت تسجيلات بثها ناشطون ووكالات انباء عالمية ما تشهده اليونان ومقدونيا من تدفق غير مسبوق للمهاجرين غير الشرعيين عبر البحر حيث اشار تقرير رسمي اوربي ان 137 الف مهاجر غير شرعي اجتاز المتوسط خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2015
هذا الطريق الذي شهد اقبالا شديدا في الاونة الاخيرة ليس مفروشا بالزهور والتسهيلات كما يضنه البعض بل كان للبحر حصة باجساد هؤلاء وصل عددهم الى 1800 شخص بينهم اطفال ونساء كانوا يحملون معهم احلاما بالعيش بسلام وامان في حضن وطن غير مسمى
اما الذين تمكنوا من العبور الى الضفة الاخرى وواصلوا سيرهم برا واجهوا انواع مختلفة من مضايقات الدول التي يمرون بها وعدم سماحها لهم بالنفاذ إلا بعد عبورهم حواجز أمنية يتكدسون فيها ويتلقون مختلف أنواع الاهانة والمعاملة السيئة، بالرغم من أن الإجراءات تبدو شكلية
وتبقى الهجرة وطرقها واسعارها احدى السمات والمسميات الاساسية لمرحلة كان يتامل منها العراقيون ان ينهو عهودا من الالام ويخطون نحو مستقبل مشرق اما العودة الى الوطن فتحول الى صورة في احلام المهاجرين.


رائد الانصاري