هل طفلي يعاني من التوحد …؟

هل طفلي يعاني من التوحد …؟





إذا كان طفلك معزولاً عن الأطفال الآخرين أو لديه صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي أو تأخر في الكلام أو لديه سلوك متكرر بصورة غير طبيعية، كأن يرفرف بيّده بشكل متكرر، أو أن يهز جسمه بشكل متكرر، أو أن يرتبط ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير،
فإننا هنا نتكلم عن الطفل المصاب بالتوحد، وهو اضطراب نمائي يظهر قبل سن الثالثة من عمر الطفل وتبدو أعراضه في هذه المظاهر الرئيسية:


الأعراض الرئيسية

1– صعوبة في التواصل الإجتماعي
صعوبة في التواصل الإجتماعي، والميل الى العزلة عن الآخرين، ومن هنا جاء المصطلح بالعربية
"الطفل التوحدي" أي الطفل المنعزل عن الآخرين.

2– صعوبة في التواصل اللفظي
إذ يصعب على الطفل التوحدي التواصل اللغوي مع الآخرين أو التعبير عن الذات.

3– صعوبة في القدرات المعرفية العقلية
لدرجة يمكن القول معها أن 75% من حالات التوحد تعاني من تخلف عقلي.

4– السلوك المتكرر
يقوم الأطفال المصابون بالتوحد بالعديد من أنماط السلوك المتكرر، والتي صنفها مقياس تقدير السلوك التوحدي الى:

أ‌- النمطية: الحركة المتكررة، مثل ترفرف اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم.
ب‌- السلوك القهري: المتبع في الالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف.
ت‌- التماثل: مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه، وعلى ألا يقوم أحد بإيقاف هذا الشخص.
ث‌- السلوك الشعائري: يمثله نمطًا غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل وجود قائمة ثابتة، أو وجود أحد الطقوس في خلع الملابس، ويرتبط ذلك ارتباطًا وثيقًا بالتماثل. ويقترح دمج الاثنين معًا
ج‌- السلوك المقيد: وهو سلوك محدود في التركيز، والاهتمام أو النشاط، مثل الانشغال ببرنامج تليفزيوني واحد أو الانشغال بلعبة واحدة.
ح‌- إصابة الذات: وتشتمل على الحركات التي تصيب أو يمكن أن تؤذي الشخص، مثل ضغط العين، أو قطف الجلد،أو عض اليد، أو ضرب الرأس، وأفادت دراسة أجريت عام 2007 أن إصابة الذات في مرحلة ما أصابت نحو 30% من الأطفال المصابين بالتوحد.


الأسباب

لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد،
رغم أن أكثر البحوث تشير إلى

1- وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين)، ومن المعروف أن التوأمين المتطابقين يشتركان في نفس التركيبة الجينية.
2- عوامل خارجية كتلوثات البيئة مثل المعادن السامة كالزئبق والرصاص واستعمالات المضادات الحيوية بشكل مكثف او تعرض للالتهابات او الفيروسات
3- جنس الطفل: اظهرت الابحاث ان احتمال اصابة الاطفال الذكور بالتوحد هو اكبر 4:1 اضعاف من إحتمال اصابة الإناث
4- سن الوالدين: يميل الباحثون الى الإعتقاد بأنه إذا كان الوالدين في سن متاخرة من العمر، قد يزيد من إحتمال الاصابة بالتوحد

أنواع التوحد

عادة ما يتم تشخيص التوحد بناء على سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل، بينما لا تظهر هذه الأعراض عند طفل آخر، رغم أنه تم تشخيص كليهما على أنهما مصابان بالتوحد. كما تختلف حدة التوحد من شخص لآخر.
1- التوحد الكلاسيكي Classical Autism
2- اضطرابات النمو الدائمة Pervasive Developmental Disorder (PDD)
3- متلازمة أسبرجر Asperger's syndrome
4- ومتلازمة رَت Rett's syndrome
5- واضطراب الطفولة التراجعي Childhood Disintegrative Disorder

أساليب التشخيص

تتنوع أساليب قياس وتشخيص حالات التوحد، بسبب تنوع حالات التوحد و تنوع تصنيفها

1- ملاحظة سلوك الطفل النمائي من قبل الوالدين والمعلم والأقران ومقارنة سلوكه مع الاطفال العاديين في نفس عمر الزمني
2- إستخدام الختيارات المسحية السريعة أو قوائم التقدير التي يمكن ان تعطي الفاحص تصورا عن حالة الطفل ونوعها مثل:
أ‌- قائمة تقدير السلوك التوحدي Autism behavior checklist (ABC)
3- استخدام الإختبارات المقننة المعروفة في مجال تشخيص حالات التوحد مثل
أ‌- مقياس تقدير السلوك التوحدي الطفولي Childhood Autism Ratign Scale (CARS)
ب‌- مقياس جليام لتقدير حالات التوحد في صورته الأردنية Gars autism rating scale (GARS)
ت‌- مقياس تشخيص حالات التوحد في دول منطقة الخليج العربي (عويس،2006)
ث‌- مقياس تشخيص السلوك التوحدي الصورة الاردنية (قزحان،2007)
ج‌- قائمة تقييم وعلاج السلوك التوحدي Autism treatment evaluation(ATEC)


العلاج

لا يتوفر حتى يومنا هذا علاج واحد يمكن أن ينجح مع المصابين بالتوحد بنفس المستوى، وفي الحقيقة، فان تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت او في المدرسة هي متنوعة،

1- العلاج السلوكي
يساعد الاطفال الذين يعانون من أعراض مرض التوحد على تعلم التحدث والتواصل، التطور جسديا والتعامل مع الأخرين بسهولة أكبر، والبرنامج السلوكي يشجع النشاطات الإيجابية ويستبعد السلوكيات السلبية وهنالك نهج آخر يعمل على العواطف والمهارات الاجتماعية من خلال اللعب ببطاقات الصور والوسائل البصرية الاخرى.
2- الادوية
لا يوجد علاج دوائي ضد أعراض مرض التوحد نفسه، ولكن هناك أدوية يمكن أن تساعد في معالجة بعض الاعراض، وأدوية المكافحة - الذهانية يمكن أن تساعد الذين يعانون من مشاكل سلوكية خطيرة مثل العدوانية، إيذاء الذات ونوبات الغضب.
3- التدخل الحسي
الاطفال المصابون بالتوحد قد يكونون حساسين جدا للروائح والأصوات واللمس والذوق ومشاهد معينة، على سبيل المثال، فانهم قد يشعرون بشعور سيئ نتيجة تعرضهم للاضواء اللامعة جداً أو يشعرون بعدم الارتياح من سماع قرع جرس الفرصة في المدرسة، مساعدة هؤلاء الاطفال على مواجهة هذه المحفزات الحسية تحسن بشكل ملحوظ سلوكهم.


أ.عامر جمال أبو حمّور
ماجستير تربية خاصة
[email protected]




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا