في وقت تبذل فيه الجهود من أجل تحسين الوضع ولو قليلا فإن حياة النازحين قد تطول، كما أن الصيف العراقي الذي بدا ساخنا جدا هذا العام قد يطول أيضا.

وحسب متابعين للشأن العراقي فإن من الأثمان المترتبة عن حملة الأنبار ما يواجهه المدنيون من تبعات سواء من تمكنوا منهم من مغادرة مناطق القتال ليواجهوا أوضاعا بالغة القسوة تحت ظروف مناخية تتميز بالحر الشديد، أو من ظلّوا محاصرين في مدنهم مثل مدينة الفلّوجة معرّضين للقصف العشوائي من قبل القوات الحكومية ولاعتداءات مقاتلي داعش الذين يمنعوهم من المغادرة ليظلوا دروعا بشرية لهم.

نازحو الانبار يواجهون تضييقات أمنية عليهم مخافة أن يكون بين صفوفهم متسلّلون من عناصر تنظيم داعش وقد زادت معاناتهم في ظل الظروف المناخية بالغة القسوة ... فأصبح قدر أهالي الأنبار الفارين من ويلات الحرب والقتال أن تصبح مآسيهم معلقة على جسر بزيبز الذي بات شاهدا على محنة المئات بعد أن قررت الحكومة مجددا إغلاقه في وجه النازحين.

وعابروا هذا الجسر يصلون لمخيمات فقدت ابسط وسائل الراحة والاستقرار .. فيصل العسافي، رئيس مجلس عشائر الأنبار قال قبل ايام بأن ازمة النازحين في المخيمات التي انشأت غرب بغداد تتفاقم، مع فقدانها أبسط مقومات السكن فيها، كالكهرباء والماء الصالح للشرب والمرافق الصحية وأجهزة التكييف البسيطة ، فيما عزت الحكومة الأسباب الى تقليص المخصصات المالية لدعم النازحين.
وفي زيارة لوزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد لمخيم "خلف الحلوص"، بمنطقة بزيبز قال بأن المخيمات حتى وإن كانت ظروفها جيدة ليست مكاناً صالحاً لعيش إنسان عراقي ، مؤكدا أن هناك العديد من المخيمات اليوم بحاجة الى أغلب مستلزمات الحياة، وأهمها التبريد والمواد الغذائية.

وفي ظل هذه الظروف المأساوية لا يمتلك النازحون سوى الانتظار والجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة ترقبا لأي بصيص أمل يخفف عنهم أحزانهم .. فبات نازحو الانبار يسددون فاتورة الحرب التي فرضت على محافظتهم.