بالفيديو .. الفنانة المصرية غادة إبراهيم تكشف لـ"دجلة" عن لقاءها بالفنان كاظم الساهر .. وماذا طلب منها ؟ headerالباحث بالشأن السياسي عبدالقادر النايل: 80% من نزلاء سجن الكرخ هم ضحية وشاية المخبر السري headerتقرير دجلة .. مرضى السرطان بنينوى يأنون من غلاء العلاجات وتردي الواقع الصحي يفاقم المأساة headerمجلس النواب يعلن جدول أعمال جلسة يوم غد الأحد headerالسوداني يدعو لتوحيد الجهود والمواقف العربية من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني headerالسوداني يعد زيارات رئيس الإقليم خطوة إيجابية لحلّ جميع المسائل المشتركة بين بغداد واربيل headerالسوداني يزور السعودية غداً للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض headerمباشر | الفنانة "غادة إبراهيم" ضيفة برنامج تابوو مع نزار الفارس headerتقرير دجلة .. حكومة المثنى تطالب نظيرتها في ذي قار بالاعتذار عقب اقتحام عشائر البدور لبادية بصية headerبدء اجتماع تحالف إدارة الدولة لحسم اختيار رئيس البرلمان ومناقشة الموازنة العامة وصادرات نفط الإقليم header

سرمد الطائي



صوت غامض يصرخ في رأسي ورؤوس كثيرين منذ شهور، بأن داعش ستبقى، وسيكون امامها فرصة لتحطيم كل رموز الحياة الاخرى. ليس في الامر شعور بمجرد هزيمة او تهوين من تضحيات ابطالنا المحاربين، لكن في وسع داعش ان تبقى لاننا متمسكون بكراهية بعضنا. فالاسلامي والعلماني يحرقان بعضهما كل لحظة. والسني والشيعي يقتلان بعضهما كل لحظة. الاغلبيات والاقليات، كردا وفرسا وتركا وعربا بالطبع، تقوم بتطوير الكراهية المتبادلة وحفلات التطهير والابادة. سقط مشروع الدولة من اللاذقية حتى عدن، اذ لا تقوم دولة بكمية الكراهية هذه.
وفي مثل هذه الفوضى ستنتصر الميليشيا الاشطر.. والاشطر الان هو داعش مع الاسف، فهي اقدر على الانتحار، سلاحها المضني.
واذا امتلكنا شجاعة لفهم الحكاية من الجذر فسنعثر على حل. اما اذا بقينا تائهين في جبال من الحقد والبارود والاصرار على معاداة كل الدنيا، فلن يكون هناك حل. وجميعنا سيساق الى المذبح قربانا لغياب العقل والاعتدال ورفضنا لمنطق التصالح مع الدنيا، كل الدنيا.
كان الصبيان يتخيلون الكراهية لعبة سهلة. اما الان فكلنا صبيان واللعبة تخرج عن السيطرة. اذ الكراهية موت مؤلم، والعزلة عن الدنيا موت مؤلم، والتشدد في طريقة الحياة وخيارات العقل موت مؤلم. والموت يخرج عن السيطرة ايها الصبيان العاجزون عن فهم السياسة ومعنى التسويات، ولا احد يبوح بذلك بما يكفي.
ان الكراهية كوقود لنار الحرب والقتل، تبدأ ملفوظة على الشفاه في المعبد وفي اكثر الاسواق وضاعة كذلك. الكاهن والبقال الوضيع يستخدمان الكلمات لاعلان الحرب، ومحكمتهما تصدر احكام اعدام على من يشاءان. والكلمة تتحول الى نقش او وشم او عبارة. شباب متحمسون غارقون في عبادة الجماعة او الطائفة ينقشون العبارة على حائط موقع التواصل الاجتماعي، ليعلنوا حربهم. وفي عالم الحقيقة يوجد شباب متحمسون ايضا يستخدمون السيف في الكتابة. ينقشون صور الكراهية نفسها، على جسد الخصم. انه نقش واحد ينتقل من شفاه الكاهن الى حائط فيسبوك ثم يظهر على جسد الضحية في العالم الحقيقي.
ان الكهنة والبقالين والشباب يخوضون حربهم بحماس "لحل مشاكل الكون" بعد ان فشلت الدولة في منطقتنا. وليت شعري، فلا الدولة تطورت ولا الكهنة المتشددون، ولا البقالون ولا الشباب. فلدينا من الطرائق البدائية والغريزية في التفكير، ما يكفي لإحراق العالم كله.
ونشهد هذه اللحظة صورة سقوط الدولة التي تعجز عن الفعل، فتلجأ الى الدفع بشباب مفخخ لحل مآزق الكون. دبلوماسيتها عاجزة، وجيوشها الرسمية عزيزة مذخورة في الثكنات، والامر موكول الى شباب متحمس مدجج بالسلاح، ورطناه بأكثر المهام قسوة، كي تتلوث يديه هو بلزوجة الدم البشري، وتبقى ايدي الحكام بيضاء تتزين بالفضة والذهب في اجتماعات وحوارات بلهاء.
ان اليأس من اصلاح العالم يستفحل ويتحول كما يبدو الى فعل يتسلى بإحراق العالم. وهذا ما يقوم به آلاف اليائسون الكبار والصغار اليوم.
وبلاؤنا متاهة داخل اسئلة مقلوبة وتبادل ادوار مهين وسخيف بثمن الدم الغالي. فحين يشتكي الشيعي من فساد المسؤولين، ياتي له سني متعصب ويقول شامتا: انها ديمقراطية الاحتلال التي طبلتم لها ونتيجة خيانتكم للرئيس العظيم صدام حسين! وهذه الايام يحصل شيء مشابه، اذ يشتكي السني من داعش وويلات الحرب والتشرد، فيشمت به الشيعي المتعصب ويقول له: هذه هي اعتصاماتكم وثوار عشائركم!
وكأن المطلوب من شيعة الامس ان يقبلوا بامراض صدام حسين بأي ثمن. وكأن المطلوب من سنة اليوم ان يقبلوا بظلم نوري المالكي واشباهه بأي ثمن.
المتعصبون من سنة العراق وشيعته وصدامييه "ومالكييه" متشابهون بدرجة كبيرة. ونتمنى لهم "الشفاء" فطالما بقوا مرضى سيبقى العراق بلدا عليلاً. لاننا لا نتحدث عن بضعة الاف مريض، بل دهماء مسكينة ومعهم طبقة متنفذة غارقة في الوهم، ترفض ان تصحو منه رغم كل الزلازل. اما داعش فقد ادركت هذا بعمق. وكل من عملوا على تدميرنا ادركوا هذه الثغرة بعمق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا