رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني يهنىء بعيد نوروز

رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني يهنىء بعيد نوروز

نص تهنئة رئيس وزراء إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، بعيد نوروز:

أيها السادة، الأحبة، الكردستانيون الأعزاء
طابت أوقاتكم ومبارك نوروزكم

بمناسبة حلول رأس السنة الكوردية وعيد نوروز، أتقدم بأجمل التهاني لكل شعب كوردستان.

أهنئكم بمناسبة انتهاء موسم البرد وبداية الربيع الجميل، في هذا اليوم تزدان كوردستان بجبالها ووديانها وسهولها بحلة خضراء، وحيثما وليت وجهك تجد الطبيعة تبتسم في وجه البشر.

أرجو أن تنطبع الإشراقة والسعادة على قلوب مواطني كوردستان فرداً فرداً، وعلى قضيتنا السياسية وأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية وتنعكس في كل وجوه حياتكم أيها الأحبة.

نريد أن تثقوا أيها الأحبة بأن طول البال والصمود واللين، معالم الطريق الوحيد المؤدي إلى تحقيق الأهداف، وأن كوردستان ستمضي من جديد صوب الخير والسعادة، فالأوضاع الاقتصادية بدأت تتحسن، وسنتحدث عن كل المسائل في مستقبل قريب وبالتفصيل، لكن الذي سأشير إليه في مناسبة نوروز السعيدة هذه، هو ثقافة التعايش والتسامح والمودة والمحبة والسعي لتهدئة التوترات، فنوروز هو أصلاً حامل وراعي هذه الثقافة.

كما تعلمون، فإن مجموعة من النتائج الكريهة والسلبية هي من الإفرازات الطبيعية لكل وضع غير طبيعي في التاريخ، وقد لمسنا جميعاً مرور كوردستان بمجموعة من الأزمات، كحرب داعش ونزوح مئات الآلاف إلى إقليم كوردستان، وتراجع العائدات وقطع الموازنة والرواتب عن إقليم كوردستان وهبوط أسعار النفط، التي أثرت كل واحدة منها بصور مختلفة على حياة الشعب، وتركت آثاراً سيئة وخاصة من الناحيتين المالية والنفسية.

نرى كل يوم ونسمع عن نوع من التوتر والشدة في تصرفات بعض الناس، وهي نتيجة لحرب داعش والأزمة الاقتصادية، وليس مفترضاً أن يقتصر العنف على الممارسة العنيفة عملاً وبصورة واضحة، كالضرب أو استخدام السلاح، بل يتمثل أحياناً في إهمال الواجب، أو عدم احترام العلاقات الاجتماعية، أو عدم الالتفات إلى القيم والتقاليد العامة، أو عدم مراعاة الضمير في معاملات البيع والشراء، وإلى جانب كل هذا نجد التشدد والخشونة من قبل الموظفين الرسميين في بعض الأماكن، أو من قبل السواق في الشوارع، أو في الاختلاط والصلات الاجتماعية، هذه كلها إفرازات طبيعية للظروف التي حلت على إقليم كوردستان، لكن يجب محوها والتخلص منها.

إنه نوروز، ويجب أن نبدأ من اليوم بالتهدئة، فقد انتهت حربنا الدفاعية ضد وحشية داعش وبنجاح، وبدأ الانتعاش الاقتصادي، وهو يخطو خطواته نحو التطبيع.

أدعو الأمهات والآباء إلى الحرص أكثر من قبل على تصرفات أولادهم، أن يلتزموا اللين ويعلموهم على المعاملة الرقيقة والهادئة، وأن ينتبهوا لصحتهم ويشجعوهم على المطالعة وممارسة الرياضة، وأدعو مديري المؤسسات الرسمية إلى السيطرة بصورة أفضل على المخالفات والحد منها.

كما أدعو العاملين في الأجهزة الأمنية ليكونوا أكثر ليناً في الرد، لقد اخترت هذا اليوم لطرح هذه الملاحظات، لأنه يوم عيد، فنوروز عيد كوردستاني سعيد، كما أنه فصل الربيع والابتسامة وانتعاش القلب والنفْس.

إن أيام عيد نوروز هذه، هي أيام تجاوز الصفحات القديمة وفتح صفحات جديدة، لذا أطلب منكم جميعاً ومن كل الأطراف أن يلتفتوا إلى التآخي والوئام والمحبة. يجب أن يهدأ الجميع، يجب أن نحب بعضنا بعضاً جميعاً، وأدعوكم جميعاً إلى احترام الطبيعة وإلى الحفاظ على نظافة بيئة كوردستان في هذا اليوم المبارك الذي هو عيدنا ورأس سنتنا، عيد الانتصار وإيقاد شعلة الحرية، أبارك العيد لعوائل الشهداء، أبارك العيد لذوي الاحتياجات الخاصة وجرحى حرب داعش، أبارك العيد للأخوات والأخوة الذين كانوا ضحايا كل بصورة مختلفة، وخاصة الأخوات الكريمات الإزيديات، أبارك العيد لجميع المكونات القومية والدينية لكوردستان، أبارك لنساء كوردستان، للمعلمين والمدرسين، للشباب والطلبة، أبارك للأحزاب والأطراف، أبارك لعلماء الدين وللمثقفين، عليكم أن تعملوا يداً بيد لتنتصر كوردستان وليكون كل يوم من أيامنا سعادة وربيعاً ونوروز.

أبارك للبيشمركة وزيرفاني (حرس الحدود) والآسايش والشرطة وشرطة النجدة، أبارك للموظفين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص، أبارك للفلاحين، للمهاجرين والرحل وسكان المدن والقرى، أبارك للكوردستانيين البعيدين عن الوطن، كما أبارك للبرلمانيين والوزراء والمحافظين ومديري الدوائر في كوردستان.

أبارك العيد لكل فرد من أبناء كوردستان وسكانه الكرام، لأهل الدار وللضيوف الذين يشاركوننا العيد، أبارك للنازحين واللاجئين.

في هذا اليوم، أعيد التأكيد على أننا نراهن على انتصار كوردستان، وقد قطعنا أغلب الطريق وبقي منه القليل، ضحينا كثيراً ويجب أن نبلغ يومنا، وكما نريد السعادة لأنفسنا فإننا نريد نفس الشيء للآخرين، وخاصة للشعب العراقي الشقيق، إن إقليم كوردستان شريك حقيقي في العراق وقد أقر الدستور هذا.

في هذه المناسبة، وحيث أن نوروز عيد رسمي في العراق، أدعو الحكومة العراقية إلى المساهمة في تمكين شعب العراق من النجاح في التآخي مع شعب كوردستان.

نبارك العيد لكل شعب العراق، بكل مدنه وبلداته وأريافه، نبارك العيد لكل الأمة الكوردية وللشعوب الجارة لشعب كوردستان، إننا نتطلع إلى اليوم الذي يتوقف فيه تماماً اضطهاد الشعب الكوردي، ويعيش فيه الجميع متمتعين بحقوقهم وبالمساواة والتآخي والوئام.


نبارك لشعوب المنطقة وجميع الشعوب التي تحتفل بعيد نوروز، ونكرر تهانينا وتحياتنا للجميع، لتكن بيوتكم عامرة وليدم وئامكم ولتدم نجاحاتكم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا