رغم ثورة التكنولوجيا .. بياع الخواتم في البصرة يبيع حسن الطالع وخفايا الصنعة تحمل قصصا غريبة

رغم ثورة التكنولوجيا .. بياع الخواتم في البصرة يبيع حسن الطالع وخفايا الصنعة تحمل قصصا غريبة

نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريرا عن بياع الخواتم في محافظة البصرة، ومن المعروف ان بعض العادات والتقاليد بقيت مستمرة رغم تقدم ثورة التكنولوجيا.

ومن الظواهر الملفتة للنظر في البصرة أن ترى بائعي الخواتم، وهم يحملون نماذج من خواتمهم، التي تزدان بمختلف الأحجار الملونة، ليمروا بها على البيوت لغرض بيعها.

وإذا لم يطرقوا عليك باب دارك، فإنَّك ستسمع أصواتهم، وهم ينادون على بضاعتهم، مارين بالأزقة بأصوات رخيمة “خواتم للزينة وضد الحسد والسحر، وللحظ السعيد والبركة”.

بائعو الخواتم جادّون في الترويج لتجارتهم، وهم يستغلون الوضع السياسي في العراق، الذي تسيطر عليه أحزاب دينية وجماعات طائفية متطرفة تشجع على انتشار الخرافة، والقصص الأسطوريّة بين الناس.

بعض هذه الأحزاب يشيع لأتباعه عن دور خارق لأحجار هذه الخواتم، ولذلك يحرص مسؤولو هذه الأحزاب على وضع أكثر من خاتم في أصابعهم والظهور بها أمام الناس. وأغلب هذه الخواتم من الأنواع غالية الأسعار، والتي يصل بعضها إلى عشرات الآلاف من الدولارات.

ومن القصص العجيبة التي يرويها لـ”العرب” أحد هؤلاء الباعة، عزيز مظلوم (55 سنة) متخصّص ببيع الخواتم للرجال فقط، عن القدرة السحرية لبعض الخواتم التي يبيعها باعة متخصصون يعرفهم، حيث يقول “توجد في السوق خواتم سحرية، من يضعها في سبابته أو بنصره، فإنَّه ينجو من أي طلق ناري مصوّب باتّجاهه. وأنَّ الطلق الناري، الذي سيصيبه سيقع على الأرض مثل عجين الخبز″.

ويقسم لك أنَّ أحد باعة هذه الخواتم جرب ذلك أمامه، وربط الخاتم بصوف خروف، وأطلق الرصاص على الخروف، لكنه لم يصبه، ولا يعرف سببا لذلك غير أنَّ حجر الخاتم له قوى سحرية حرفت الطلق الناري عن مساره، وأفقدته قدرته على الأذى.

مظلوم يملك محلا لبيع الخواتم في قضاء الزبير بالبصرة، وعندما يشحُّ الزبائن من دكانه خصوصا في فصل الشتاء يضطر إلى حمل بضاعته في الصباح في حقيبة صغيرة، ليدق على أبواب زبائنه عارضا عليهم أي بضاعة جديدة تصله أو قام بتصنيعها في محله.


قدرة سحرية


فصوص العقيق والتركواز وحجر العين مصدر المحبة والرزق
حين لا يكون لدى عزيز مظلوم زبون معيّن يقصده، فهو ينادي على بضاعته في أزقة المدينة، أما في الصيف فحركة بيع الخواتم تنشط لذلك يبقى في محله لتصريف بضاعته، ولا يضطر إلى التجوال في الأزقة لكسب رزقه.

قصة أخرى يحدثنا بها مظلوم عن خاتم منع أثر السم في الطعام عمن وضع واحدا له فصّ من الياقوت، وروى لـ”العرب” كيف أنَّ امرأة أرادت أن تسمم زوجها على أثر شجار معه، فوضعت له السمَّ في طعامه، لكنه لم يصب بأذى، ولكن أولاده من امرأة أخرى أكلوا معه فأصيبوا جميعا بتسمّم شديد نقلوا على أثره إلى مستشفى البصرة.

وهناك خواتم فصوصها من حجر اليشب، والكهرمان، واللازورد وغيرها تمنع الإصابة من بعض الأمراض، كالشقيقة والروماتيزم والوسواس. ويضيف مظلوم، “أنا لا أبيع هذه الأنواع من الخواتم، لأن أثمانها غالية جدا ويصل سعر بعضها إلى دفتر كامل (عشرة آلاف دولار) ولا تباع بسهولة، لأنَّ زبائنها محدودون، ولكنها موجودة في السوق، وفي العادة يشتريها المسؤولون في الدولة، ورؤساء الأحزاب، والأغنياء”.

ويستطرد قائلا، “توجد محلات خاصة في البصرة، والزبير لترويج هذه الأنواع من البضاعة، وما أبيعه من الخواتم في محلي هي للزينة أو لجلب الحظ والفرح لحامليها، وتكون فصوصها من العقيق وحجر العين والتركواز وحجر الجاد، وغير ذلك”.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار قناة دجلة الفضائية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :

أخبار أخرى

اكثر الاخبار قراءة

من برامجنا