أصبح سقوط ضحايا في صفوف المدنيين سمة ملازمة للحملة العسكرية الكبيرة التي تشنّها القوات الامنية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلين من العشائر بهدف استعادة محافظة الأنبار من يد تنظيم داعش الارهابي

هذه الحملة بدت منطوية على كثير من العيوب ومتعثّرة وبطيئة التقدّم في تحقيق أهدافها ما ينذر بطولها، وبالنتيجة إطالة معاناة المدنيين سواء الذين تمكنوا من مغادرة مناطقهم والتشرّد في العراء في ظل حرارة شديدة فاقت الخمسين درجة، أو الذين لم يتمكّنوا من الخروج على غرار جزء من سكان مدينة الفلوجة وظلّوا عرضة لاعتداءات التنظيم الارهابي وللقصف العشوائي من قبل القوات الحكومية على حدّ سواء.

سيناريو قصف المدنيين طال هذه المرة قضاء الرطبة حيث أعلن مصدر طبي مقتل وإصابة 35 مدنيا بينهم نساء وأطفال خلال قصف جوي للقوات الامنية استهدف أحد المنازل في قضاء الرطبة غرب الأنبار حيث أطلقت طائرة عسكرية صاروخين على أحد المنازل فجر الجمعة وسط قضاء الرطبة بغرب الأنبار . وتكرر هذا القصف الخاطئ على الرطبة على منزل يبعد عن الاول بضعة امتار بعد أقل من 24 ساعة على القصف الاول مخلفا قتيل وجريح من المدنيين.

التصريحات التي تطالب بوقف عشوائية القصف كثيرة وكان أخرها مطالب عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب محمد الكربولي القوات الجوية بتوخي الدقة في ضربها لمقار وتجمعات تنظيم داعش الارهابي في مدن الانبار مشددا على ضرورة الاخذ بنظر الاعتبار ان التنظيم الارهابي يسعى دائما الى استخدام المدنيين العزل الاسرى لدية دروعا بشرية لحماية مقراته وقياداته ما يتسبب في حصد مزيد من الضحايا الابرياء وهذا ما حدث فعلا في الرطبة ا والفلوجة وحديثة وغيرها من مدن الانبار المحتلة .

ويواجه النازحون عراقيل عدة تتمثّل أبرزها في الإجراءات الأمنية الاقرب إلى التعجيزية بحجّة منع تسلّل عناصر تنظيم داعش ضمن النازحين والتي تفرض على أبناء المحافظة أن يكون لهم كفيل من سكان بغداد حتّى يتمكنوا من دخولها... ويبقى أهالي الانبار محاصرون بين ارهاب داعش و القصف العشوائي للقوات الامنية .